حتى وقت قريب، لم تكن أجهزة الراوتر أكثر من مجرد صناديق متواضعة الشكل يقتصر دورها على توزيع حزم البيانات أو خدمة الانترنت على أجهزة الكمبيوتر المتصلة بها كما كانت تحجب الاتصال بالشبكة الدولية عن أجهزة معينة بناء على أوامر مدير الشبكة الذي يتحكم في الراوتر.
ولكن في السنوات الأخيرة، تطورت هذه الأجهزة إلى مراكز اتصال صغيرة الحجم ووحدات استقبال إرسال شبكات الاتصال المحلية اللاسلكية بل أيضاً أنظمة هواتف.
ويقول جوهانز إندريس من مجلة (سي. تي) الألمانية المتخصصة في مجال الكمبيوتر إن «هذه الأجهزة توفر كمية كبيرة من الكهرباء والتوصيلات»
وتؤدي أجهزة الراوتر وظائف أخرى لا يعرفها كثير من المستخدمين من بينها خدمة الاتصال الهاتفي عبر الانترنت.
وعادة ما توفر خدمة الهاتف التماثلية خطاً تليفونياً واحداً، ومن وسائل الحصول على أكثر من خط دون تكبد تكلفة عالية توصيل الخط الهاتفي بجهاز راوتر مزود بخاصية الاتصال الهاتفي عبر الانترنت وصندوق تحويل خطوط.
ويقول أندريس «هذه التقنية أرخص بفارق كبير من الحصول على خدمة هاتف الخطين الرقمي وإن كانت لا تؤدي نفس الوظائف»
تستطيع كثير من أجهزة الراوتر أيضاً القيام بدور جهاز الخادم عن طريق توصيلها بالطابعة والقرص الصلب الخارجي بواسطة كابل (يو. إس. بي) وهكذا تصبح جميع هذه الأجهزة متصلة بشبكة الكمبيوتر المنزلية.
ويوضح أندريس أن «هذا الحل يستهلك كمية أقل من الكهرباء مقارنة باستخدام الكمبيوتر كما لو كان خادم الشبكة، وإن كان الراوتر يؤدي إلى بطء في أداء الشبكة»
من الوظائف الأخرى التي يمكن أن يؤديها الراوتر وظيفة استدعاء البيانات عن بعد من شبكة الكمبيوتر المنزلية.
وتخدم هذه الخاصية الأشخاص المسافرين الذين يريدون الاطلاع على بيانات معينة موجودة على شبكة الكمبيوتر في المنزل. ويمكن الدخول على الشبكة المنزلية عبر الراوتر من أي مكان في العالم.
وذكر أندريس أن هذه الخاصية يمكن أن تكون مفيدة بالنسبة لرجال الأعمال إذا ما اكتشفوا أنهم نسوا بعض الملفات المهمة في المنزل أثناء سفرهم في عمل بالخارج.
ويهتم الجيل الجديد من أجهزة الراوتر بشكل كبير بسد الثغرات الأمنية الموجودة في شبكات الكمبيوتر.
ويقول أيضاً من حيث النظرية فإن كثرة الوظائف يعني أن الجهاز أكثر عرضة للهجمات، ولكن الدراسات العملية التي قمنا بها أظهرت أن الأمور لا تجري في الحقيقة على هذا النحو.
وذكر أندريس أن أجهزة الراوتر التقليدية تحتاج إلى تنشيط جميع الوظائف الإضافية، ويحذر أي مستخدم من تشغيل وظيفة معينة لا يفهم معناها أو الغرض منها.