سمير: تزوجتنى "جنية"
رغما عنى و جعلتنى
أطلق زوجاتى الثلاث!
نحن ضد عالم التخاريف..و المبالغات.. لكن هذه القصة الغريبة سجلت أحداثها المثيرة فى أحد محاضر الشرطة و النيابة العامة..هذا الرجل كان يعيش حياة طبيعية .. لم يكن فيها ما يعكر صفو راحته و سعادته..فجاة..ظهرت فى حياته جنيه من العالم الآخر..قلبت حياته رأسا على عقب..أخذته إلى عالم غريب.. إنتهى بإصابته بالعمى على يديها.. و حتى يعود إليه نظره..طرق أبواب الدجالين و المشعوذين ربما نجحوا فى هزيمة هذه الجنية و إعادة النظر إليه.. لكن سرعان ما وجد نفسه يدخل نفقا مظلما..إنتهى إلى تحويله إلى متهم يدخل السجن!
ما هى تفاصيل قصة سمير؟! تعالوا نعرف ماذا دار بينه و بين الجنية!
كان شابا بسيطا..يحلم..و يتمنى أن يعيش حياة رغدة..سعيدة..ينتظره مستقبل لامع..كان أكبر أحلامه أن يكون رجل أعمال ناجح..الفلوس تجرى من بين يديه كالشلالات..ينسى أيام الفقر و سنينه السوداء..تشاركه الرحلة زوجة جميلة..مخلصة..تحبه أكثر من أى شىء فى الدنيا حتى من نفسها.. لكن الأهم من ذلك أن يضع قدميه أولا على أول خطوة فى طريق النجاح.!
بحث..دور..طرق باب الوساطة أخيرا يبتسم له الحظ.. و يحصل على وظيفة فى إحدى شركات المقاولات..نفس المجال الذى يعشقه سمير..فهو يمتلك خبرة لا بأس بها فى مجال الإشراف المعمارى فى الإنشاءات و التشطيبات و يريد إستغلالها فى وظيفة مناسبة. و جاءته الفرصة..إغتنمها الشاب المكافح.. كان حريصا ألا يضيعها من بين يديه.. إحترم المواعيد.. و التعليمات..إدخر مبلغا محصلة كفاحه للزمن..و لأن طموحه كان يركب صاروخا.. فقد رفض سمير أن يظل كما هو فى نفس موقعه مجرد مشرف بالأجر..راح يجرب حظه..وبدأ يخوض مجال المقاولات بنفسه..لحسابه الخاص..معتمدا على ما كونه من علاقات و خبرات..تحقق له كل ما أراده..تهافت عليه الزبائن..جرت الفلوس فى يديه..بدأت رائحة الفقر تتوارى..نسائم الرغد بدأت تعطر حياته كلها..لم يبق إلا إكمال نصف دينه.
- دقت قلبه!
كان سمير مشغولا بإنجاز تشييد عمارة فى مدينة السويس..هناك التقت عيناه مع عينى "رضا" الشابة الجميلة..تتبعها حتى عرف عنوان أسرتها..لم يعد من هناك إلا بعد أن تقدم لخطبتها رسميا..وسريعا..أتم الإستعدادات اللازمة حتى دخلا معا العش الذهبى..!
ظن سمير أن سعادته قد إكتملت لكن سرعان ما تبدد هذا الشعور عندما إشتعلت الخلافات بينهما و إنتهت إلى الطلاق!
حالة من الحزن و الكآبة تسيطر على سمير..ظن أن الدنيا قد أوصدت أبوابها فى وجهه إلى الأبد..بعد أن تلقى أول طعنه بعد أن ذاق طعم الإستقرار..لكن سرعان ما كشف القدر عن مفاجأة بعد أسابيع قليلة عندما تعرف على فتاته.. و دق قلبه لها..شعر أنها الطريق الوحيد لنسيان الجراح و فتح باب الأمل..تزوجها..إستطاعت فاتن برقتها و عذوبة كلماتها أن تزيح عنه سحابة الماضى الحزين..أخذ على نفسه عهدا أن يحافظ على حياته مع فاتن و يحميها من وساوس الشياطين..أثمرت سنوات الزواج الأولى عن بنتين و ولد..زاد الأطفال الثلاثة حياة الزوجين إرتباطا و حبا..لكن مرة أخرى تهب العواصف العاتية على حياة سمير فتأخذ فى طريقها كل شىء جميل و إنفصل عن فاتن!
- هزة زلزالية!
هزة زلزالية جديدة تضرب حياة المقاول الشاب بمقياس 6 ريختر..إعتقد أن الحل الوحيد للهرب من هذه المشاكل هو الزواج مرة ثالثة.. زينب كانت صاحبة النصيب هذه المرة..لكن سرعان ما إنتهت حياتها بعد شهور قليلة من الزواج.
تدهورت حالته الصحية ، سقط مغشيا عليه..فحصه الأطباء..إكتشفوا أن نظره ضاع..
ما هو السبب؟
لا أحد يعرف!
ترك المقاولات..بعد تدهور أحواله المالية..فتح بوفيه لبيع الشاى على رصيف أحد الشوارع بحى إمبابة ذات يوم..فوجىء برجال مباحث الجيزة يلقون القبض عليه داخل منزله.. و عثروا على كمية من الزئبق الأحمر!
المعلومات التى وردت إليهم كانت تؤكد أن سمير يعرض الزئبق للبيع بملايين الجنيهات على المليونيرات.
إعترف سمير أن هذا الزئبق يخص أحد الدجالين..الذين كان يتردد عليهم لعلاجه من العمى..و وعده الدجال بالشفاء بإستخدام الزئبق..و الشرط الوحيد للنجاة هو ان يقوم ببيع هذه الكمية حتى يعالجه بالكمية التى سيفوز بها كعمولة!
تم تحرير محضر بالواقعة و أحيل سمير و الدجال إلى النيابة العامة التى باشرت معهما التحقيق.
- إرحمونى من الجنية!
قابلنا سمير و حاورناه:
- لماذا قبلت أن تحوز هذا الزئبق فى منزلك و تعرضه للبيع؟
انا مضطر..ظروفى أجبرتنى على ذلك..نفسى أشوف..و الدجال أقنعنى أن الزئبق هو الدواء الوحيد لهزيمة العمى.
- و كيف فقدت بصرك؟
دى حكاية طويلة..ما كنتش متوقعها أبدا..وسط أحزانى على مشاكلى مع زوجاتى السابقات..دخلت حياتى جنية من العالم الآخر..كأنها حلم..جميلة..لها من المواصفات غير البشر..أمرتنى أن أكون لها وحدها..تزوجتنى..تأمرنى و أطيعها..لم أصدق فى البداية..لكنها ظلت تطاردنى ليل نهار فى كل تحركاتى و سكناتى حاولت كثيرا أن أطرها من حياتى لكنها كانت فى كل مرة تهددنى و تتوعدنى بالإنتقام منى..! و كانت عندما كنت أتوجه للصلاة مثلا تجعلنى أشعر بالألم الشديد فى رأسى و عينى و تجعلنى أمتنع عن الصلاة أو قراءة القرآن و فى شهر رمضان كانت تمنعنى من الصوم.
- و متى تحضر لك هذه الجنية؟
فى أى وقت.
- و كيف إنتهت علاقتك معها؟
عزمت على طردها من حياتى فنفذت تهديدها و أعمتنى بيديها.
- و كيف تأكدت من ذلك؟
كانت تهددنى بالعمى..و فعلا بعد الآلام فى رأسى فقدت البصر!
- و من أى ملة هى؟
قالت لى إنها مجوسية تعبد النار و إعترفت لى إنها السبب فى طلاقى لزوجاتى الثلاث.
- و ماذا ستفعل الآن؟
أقول يا رب إنقذنى منها!