ماهي فضل العشر الاواخر من رمضان و فضل ليلة القدر ، ماهي فضل العشر الاواخر من رمضان و فضل ليلة القدر ، ماهي فضل العشر الاواخر من رمضان و فضل ليلة القدر ايش هي ممكن اعرف
العشر الاواخر من رمضان
ها نحن أيها المسلمون نقف وإياكم على أعتاب العشر الأخيرة من رمضان المبارك، بعد أن كنا بالأمس ننتظر قدوم شهرنا الميمون. وهذه العشر هي مسك الختام، وأيامها أفضل أيام الشهر، ولياليها أفضل أيام العام. وقد سُئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: أيهما أفضل أيام عشر ذي الحجة أم أيام عشر رمضان الأخيرة. فأجاب -رحمه الله- بالجواب التالي: أيام عشر ذي الحجة الأولى أفضل من هذه الأيام، وليالي العشر الأخيرة من رمضان أفضل من ليالي العشر الأُوَل من ذي الحجة.
ولقد ضرب النبي أروع الأمثلة في التعبد لله خلال هذه العشر، حيث كان يعتكف خلالها ويقوم ليلها، ويبيت متحريًا لأعظم ليلة تنتظر ليلة القدر؛ ففي الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي r كان "إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره". زاد مسلم: "وجدَّ وشدَّ مئزره". وذلك كناية عن إقباله على العبادة، وانشغاله بها، وترك الالتفات إلى الدنيا مهما كانت الرغبة إليها والتشوق لها. وهذا في العادة لا يكون إلا لمن أيقن هذا الفضل، وطمع في حصوله، ورجا الله في لقياه.
وهكذا كان رسول الله . وكيف لا يكون المؤمن حريصًا على التهجد في مثل هذه الليالي وقد طرق مسمعه حديث النبي : "الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر". وصدق القائل: وسجود المحراب واستغفار الأسحار ودموع المناجاة، سيماء يحتكرها المؤمنون.. ولئن توهم الدنيوي جناته في الدينار والنساء والقصر المنيف، فإن جنة المؤمن في محرابه.
لقد زكى الله -تعالى- ذلك الجيل بتزكيات متكاثرة، كان من جملتها حرصهم على قيام الليل حين قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: 16]. وقال تعالى: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 17، 18]. وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان: 64].
فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان الرجل في حياة رسول الله r إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله r. قال: وكنت غلامًا شابًّا عزبًا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله ، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار. قال: فلقيهما ملك، فقال لي: لم تُرَعْ. فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله ، فقال النبي : "نعم الرجل عبد الله، لو كان يقوم يصلي من الليل"[1]. قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
وعن أبي هريرة t أن رسول الله قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلّت عقدة، فإن توضأ انحلّت عقدة، فإن صلى انحلّت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان"[2]. .
وعن عبد الله بن سلام t قال: أوّل ما قدم رسول الله r المدينة، انجفل الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلما تأملت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب. قال: فكان أول ما سمعت من كلامه أن قال: "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام"[3].
وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي r قال: "في الجنة غرف يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها". فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام"[4].
وعن جابر t قال: سمعت رسول الله r يقول: "إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك في كل ليلة"[5].
وعن أبي هريرة t قال: قال : "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له"[6].
وعند الترمذي أن النبي قال: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد"[7].
وعند الحاكم والبيهقي أن النبي قال: "أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"[8].
إن التراويح حين يشهدها المسلم مع الإمام حتى ينتهي هي أول دليل على حرص الإنسان على ليالي هذا الشهر الكريم، وحينما يعود الإنسان مرة أخرى إلى ولوج المسجد في صلاة التهجُّد إنما يبرهن صدق هذا الإقبال، ويكتب بهذا الحرص علو كعبه في الخير، ونماء ذاته في الصلاح، وحين يزداد الواحد منّا همة على هذه الهمة فيتم هذا الإقبال في بيته قبيل ولوج الفجر، ليختم بها ليلته يكون في عداد السابقين الأخيار.
وفقنا الله وإياكم إلى إحياء هذه الليالي بميراث السلف الصالح من القيام والذكر والتعبُّد لله تعالى، وجعلنا وإياكم ممن يشهد في ليله ليلة القدر التي وعد بها رسول الله القائمين والمتعبدين في مثل هذه الليالي.