هــــــــــــــو : علي بن ابي طالب بن عبد المطلب : ابن عم النبي صلي الله عليه وسلم ، راية المهتدين ونور المطيعين ، وإمام العادلين ، صاحب القلب العقول ، واللسان السؤول ، اقدمهم إيمانا ، وزوج فاطمة بنت رسول الله (ص)0
فضائلة :
1- قال صلي الله عليه وسلم :" من كنت مولاه فعلي مولاه "
2- وعن سعد بن أبي وقاص ، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لعلي : " أنت مني بمنزلة هارون من موسي ، إلا أنه لانبي بعدي "
3- يقول علي : لقد عهد الي النبي صلي الله عليه وسلم " أنه لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق "
4- يقول احد الصحابة سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول " علي مني وأنا منه ، ولايؤدي عني إلا علي "
5- وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ، وأبوهما خير منهما "
6- قال النبي صلي الله عليه وسلم " النظر الي علي عباده " صدقت يارسول الله صلي الله عليك
مواقفه في الجهاد في سبيل الله :
الموقف الأول : يوم بدر :
في بداية غزوة بدر برز من المشركين ثلاثة هم عتبه وشيبة ابنا ربيعه ، والوليد بن عتبه ، فخرج لملاقاتهم فتية من الأنصار فنادوا : يا محمد اخرج الينا أكفاءنا من قومنا ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم " قم ياعبيده بن الحارث ، قم ياحمزة ، قم ياعلي " فبارز عبيده عتبه ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز علي الوليد 0
أما حمزه لم يمهل شيبة أن قتله ، وكذلك علي قتل الوليد ، أما عبيده وعتبه فقد جرح كلاهما الاخر فكر حمزة وعلي بأسيافهما علي عتبة فأجهزوا عليه ، واحتملا صاحبهما "
الموقف الثاني : يوم الخندق :
خرج عمرو بن عبد ود ، وهو مقنع بالحديد فنادي من يبارز ؟ فقال علي بن ابي طالب فقال أنا له يانبي الله فقال النبي " انه عمرو ، اجلس " ثم نادي الثانية : ألا رجل يبارز ؟ وأخذ يؤنبهم ويقول : أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها ؟ أفلا تبرزون إلي رجلا ؟ فقام علي وقال أنا يارسول الله فقال له النبي " اجلس " ثم نادي الثالثة فقال علي يارسول الله أنا فقال " إنه عمرو " فقال علي وإن كان عمرا فأذن له النبي صلي الله عليه وسلم ؟
قال له عمرو من انت ؟ قال انا علي بن ابي طالب قال له يابن اخي من اعمامك من هو اسن منك فإن اكره ان اريق دمك ، فقال له علي : لكني والله ، لا أكره أن اريق دمك فغضب عمرو وسل سيفه كأنه شعلة نار واخذ يتقاتلان حتي قتله علي واجهز عليه وكبروا الصحابة الله اكبر ورجع الي رسول الله متهللا0
الموقف الثالث : يوم خيبر :
من المعروف عن اليهود انهم لايفضلون القتال بجيوشهم في الميادين المفتوحه تصيب ويصاب منهم إنهم يكرهون اللفاء في تلك الميادين المكشوفة ودائما دينهم الكفاح من وراء جدران ، وفي يوم خيبر كانت الراية مع علي بن ابي طالب وتحصن اليهود في حصونهم المشيدة ولما بدأ القتال شن المسلمون هجومهم علي الحصون فبدأت تتداعي تحت وطأتهم حصنا بعد حصن وخرج من هذه الحصون فارس يدعي مرحبا فنادي المسلمين من يبارز وهو ينشد :
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
اطعن أحيانا وحينا أضرب إذا الليوث أقبلت تحــــــرب
فبرز له علي رضي الله عنه وارضاه وهو يقول :
أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
فضرب علي مرحبا ففلق رأسه وكان الفتح وسقطت كل الحصون وانتصر المسلمون ولقنوا اليهود درسا لاينسي
علمه :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لفاطمة : " أما ترضين أن زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما "
وعن علي رضي الله عنه : قال " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، وعلي من نزلت ، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ، ولسانا صادقا ناطقا "
زهـــــــــــــــــــــــده
طوبي للزاهدين في الدنيا – موعظة تكتب بماء الذهب علي صفحات القلوب
عن نوف البكالي ، قال : " رأيت علي بن أبي طالب خرج ليلة ، فنظر الي النجوم فقال : يانوف أراقد أنت أم رامق ؟ قلت : بل رامق ياأمير المؤمنين ، فقال : يانوف : طوبي للزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الاخرة ، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا ، وترابها فراشا ، وماءها طيبا ، والقرآن والدعاء دثارا وشعارا ، فرضوا الدنيا علي منهاج المسيح عليه السلام
يانوف ، لاتكن شاعرا ولا عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا عشارا ( قاطع الطريق الذي يأخذ عشر أموال المارة ) فإن داود عليه السلام قام في ساعة من الليل ، فقال : يالها من ساعة لايدعو فيها عبد ربه إلا استجاب له فيها ، إلا أن يكون عريفا أو شرطيا أو جابيا ، أو عشارا أو صاحب عربطة وهو الطنبور ( اداة من ادوات المعازف ) ، او صاحب كوبة ، وهو الطبل ، أو صاحب شاه وهو الشطرنج
وصية أخري تكتب بأحرف من نور :
من اقواله : القلوب اوعية ، فخيرها اوعاها والناس ثلاثة : فعالم رباني ، ومتعلم علي سبيل النجاة ، وهمج رعاع اتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور علم ولم يلجئوا الي ركن وثيق
العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، العلم ينمو علي العمل ، العلم يكسب العالم الطاعة في حياتة ، وجميل الأحدوثه بعد موته ، وضيعة المال تزول بزواله
مات خزان الأموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقوده وأمثالهم في القلوب موجوده هاه ، إن هاهنا وأشار بيده إلي صدره
ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك ، وأن تباهي الناس بعبادة ربك ، فإن احسنت حمدت الله ، وإن اسأت أستغفرت الله
ولاخير في الدنيا إلا لأحد رجلين : رجل أذنب ذنوبا فهو يتدارك ذلك بتوبة ، ورجل يسارع في الخيرات ويعمل في الدرجات ، ولايقل عملا مع التقوي وكيف يقل ما يقبل ؟
وقال رضي الله عنه : احفظوا عني خمسا لو ركبتم الإبل في طلبهن لما أصبتموهن ولأنضيتم الإبل قبل أن تدركوهن :
لايرجوا عبد الا ربه ن ولايخف الا ذنبه ، ولايستحي جاهل أن يسأل عما لايعلم ، ولايستحي عالم إذا سئل عما لايعلم أن يقول : الله أعلم والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا إيمان لمن لاصبر له 0
مقتطفات من خطبه رضي الله عنه :
خطب علي يوما فقال : الحمد لله ، احمده واستعينه ، وأؤمن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، ارسله بالهدي ودين الحق يزيح به علتكم ، وليوقظ به غفلتكم ، واعلموا أنكم ميتون ومبعوثون بعد الموت ، وموقفون علي اعمالكم ومجزيون بها ، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ، فإنها دار بالبلاء محفوفة وبالفناء معروفة وبالغدر موصوفة وكل ما فيها إلي زوال وهي بين أهلها دول وسجال ولا تدوم أهوالها ولن يسلم من شرها نزالها ، بينا اهلها منها في رخاء وسرور ، إذا هم منها في بلاء وغرور أحوال مختلفة وتارات متصرفة العيش فيها مذموم والرخاء فيها لايدوم وإنما اهلها فيها أغراض مستهدفه ترميهم بسهامها وتقصمهم بحمامها وكل حتفه فيها مقدور ، وحظه فيها موفور ..................الخ "
استشهاده رضي الله عنه
بعد رحلة مباركة قضاها علي كرم الله وجهه ، في الاسلام مدافعا عنه باذلا ماله ، أتاه ما يوعد من قضاء الله تعالي ومن معجزات النبوة أن النبي صلي الله عليه وسلم وصف له طريقة استشهاده !!
يقول النبي صلي الله عليه وسلم : لعلي :" اشقي الناس رجلان : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك ياعلي علي هذه – يعني قرنه – حتي تبتل منك هذه من الدم ، يعني لحيته " وكان علي كرم الله وجهه يوقن بذلك
ساعة الزفاف إلي جنة الخلد
لما كانت الليلة التي اصيب فيها علي كرم الله وجهه أتاه ابن التياح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة وهو مضطجع متثاقل فعاد ثانية وهو كذلك ثم عاد ثالثه فقام علي يمشي وهو يقول :
اشدد حيازيمك للمــــــــــــــــــــــــــــــوت *** فإن الموت لاقيكــــــــــــــــــا
ولاتجـــــــــــــزع من المـــــــــــــــــــوت *** إذا حــــل بواديكـــــــــــــــــا
فلما بلغ الباب الصغير شد عليه ابن ملحم فضربه في نفس المكان الذي وصفه الرسول من قبل وتحقق ما قال
عن محمد بن علي أنه لما ضرب أوصي بنيه ثم لم ينطق إلا بــــ" لا إله الا الله " حتي قبض
غسله ابناه الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر وصلي عليه الحسن رضي الله عنه
بكاء معاوية رضي الله عنه
دخل ضرار بن ضمرة الكناني علي معاوية فقال له : صف لي عليا قال او تعفيني ؟ قال لا اعفيك قال :
" كان والله بعيد المدي ، شديد القوي ، يقول فصلا ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه وتطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته كان والله غزير العبرة طويل الفكرة يقل كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن كان والله كأحدنا يدنينا إذا اتيناه ويجيبنا إذا سألناه ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين ولايطيع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله فأشهد بالله لقد رايته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله وغارت نجومه يتمثل في محرابه قابضا علي لحيته يتململ تململ الملدوخ ويبكي بكاء الحزين فكأني اسمعه الآن وهو يقول :" ياربنا ياربنا يتضرع إليه ثم يقول للدنيا : "ابي تغررت ؟ أو إلي تشوفت ؟ هيهات هيهات غري غيري ، غري غيري قد طلقتك ثلاث ، فعمرك قصير ،ومحلك حقير ، وخطرك كبير ، آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق ".
فسقطت دموع معاوية علي لحيته لم يستطيع ان يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال : كذلك كان أبو الحسن رحمه الله
مسك الختام
قال علي رضي الله عنه " كونوا في الناس كالنحلة في الطير ، إنه ليس في الطير شئ إلا وهو يستضعفها ، لو يعلم الطير ما في أجوافها من البركة لم يفعلوا ذلك بها ن خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم ، وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم ، فإن للمرء ما اكتسب ، وهو يوم القيامه مع من أحب "
رحمة الله عليك يامير أمير المؤمنين
رحمة الله عليك ياسيدي علي بن ابي طالب يا ابا الحسن والحسين
الي جنة الخلد مع احبابك سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وابا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنكم اجمعين
اعتذر عن الاطالة
تمنياتي الاستفادة للجميع
ولا تنسونا من خالص دعائكم