د الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
أن الله خلق الانسان لا لكي يخلد فى هذه الدنيا ,وبالتالى على المرء أن ينتهز فترة وجوده ويعمل ليل نهار لكى يفوز بالدارين الدنيا والآخرة
والعمل الصالح هو طريق النجاح , وإذا كان العمل الصالح مطلوب فى كل وقت فهو آكد مع إزدياد العمر
قال تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)) فاطر
أنظر بالله عليك فى قوله (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر)
يقول رب العزة لقد أعطيتك يا ابن آدم الفرصة بأن أطلت ومددت فى عمرك فلا عذر لك إن لم تعمل
قال العلماء بأن المرء إذا أطال الله فى عمره ستين سنة فلا عذر له عند الله
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: أعذر اللَّه إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة رواه الْبُخَارِيُّ.
ومعنى أعذر الله لم يترك له عذراً إذ أمهله هذه المدة. يقال: أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في العذر
ونقل عن ابن عباس أيضاً، ونقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة.
وأما عن قوله تعالى ( وجاءكم النذير ) قال ابن عباس والجمهور: هو النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. وقيل: الشيب. قاله عكرمة وابن عيينة وغيرهما، والله أعلم.
وقال قوم هو ضعف البصر وانحناء الظهر ووهن العظم كل هذه مؤشرات على قرب الأجل فعلى المرء أن يكثر من الصالحات استعدادا للقاء الله تعالى على الطاعة
وحين نزلت السورة (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) )
علم رسول الله منها دنو أجله فكان يكثر من الاستغفار عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: ما صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم صلاة بعد أن نزلت عليه {إذا جاء نصر اللَّه والفتح} إلا يقول فيها سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي متفق عَلَيْهِ.
وفي رواية في الصحيحين عنها: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن. معنى يتأول القرآن: أي يعمل ما أمر به في القرآن في قوله تعالى: {فسبح بحمد ربك واستغفره}
وليحرص كل واحد منا على أن يموت على طاعة الله تعالى عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يبعث كل عبد على ما مات عليه رواه مُسْلِمٌ.
فمن مات على طاعة بعث على طاعة ومن مات على معصية بعث على معصية
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبعثنا على طاعته وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم