بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
س1. عرِّف الصوم؟
الصوم لغة الإمساك عن أي شيء، قال تعالى على لسان مريم عليها السلام: "إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً".
والصوم شرعاً: الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله عز وجل.
س2. متى فُرض الصوم؟
فُرض الصوم في شعبان في السنة الثانية من الهجرة.
س3. كم سنة صام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
صام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات، منها خمسة تسعة وعشرون يوماً.
س4. فرض الصوم على ثلاث مراحل، ما هي؟
يوم عاشوراء، فقد كان صيامه فرضاً، وقد صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه.
فرض صوم رمضان على التخيير بين الصيام والفدية، قال تعالى: "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم".
الإلزام بصيام رمضان من غير تخيير، قال تعالى: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه".
س5. ما حكم صيام رمضان؟
صيام رمضان ركن من أركان الإسلام وفرض من فروضه.
س6. ما الدليل؟
الدليل القرآن، والسنة، والإجماع:
قال تعالى: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه"، وقال: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم".
وقال صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس"، وذكر منها: "وصيام رمضان".
وقد أجمعت الأمة على ركنيته وفرضيته.
س7. ما حكم من جحد وجوبه؟
من جحد وجوب صيام رمضان فقد كفر.
س8. ما حكم من أقرَّ بوجوبه ولم يصمه؟
ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن من ترك شيئاً من أركان الإسلام الخمسة عمداً أنه كافر بذلك، روي ذلك عن سعيد بن جبير، ونافع، والحكم، وهو رواية عن أحمد اختارها طائفـة من أصحـابه؛ وهو قـول ابن حبيب من المالكية، وذهب عامتهم إلى أنه عاص يعزَّر في الدنيا بالضرب والحبس لارتكابه كبيرة من الكبائر العظام، واستهانته بركن من أركان الإسلام؛ وعليه القضاء عند العامة، وذهب مالك أن عليه القضاء والكفارة الكبرى عن كل يوم أفطره عامداً، وقد ذهب علي وابن مسعود إلى أن من أفطر يوماً من رمضان عدواناً وظلماً لم يجزه صيام الدهر، وذلك لما رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة لم يجزه صيام الدهر".1
س9. ما حكم من يصوم رمضان ولا يصلي؟
صيامه فاسد، لأن تارك الصلاة كسلاً كافر في أرجح قولي العلماء.
س10. بم يثبت هلال رمضان وشوال وغيرهما من الأهلة؟
يثبت هلال رمضان وشوال وغيرهما من الأهلة بأحد أمرين، هما:
إما برؤية الهلال.
أو بإتمام شعبان أورمضان ثلاثين يوماً.
ودليل ذلك ما صحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة".2
س11. بشهادة كم يثبت هلال رمضان وهلال شوال؟
يثبت هلال رمضان بشاهد واحد، وقيل بشاهدين، وهذا مذهب مالك؛ أما هلال شوال فلا يثبت إلا بشاهدين.
س12.هل تشترط العدالة في هؤلاء الشهود أم لا؟
قولان لأهل العلم، أرجحهما تشترط العدالة في ثبوت هلال شهر شوال دون هلال رمضان.
س13. هل يجوز العمل بالحساب في إثبات الأهلة؟
لا يجوز العمل بالحساب في إثبات الأهلة، وإنما يجوز العمل بالحساب في العبادات المتعلقة بالتقويم الشمسي كالصلوات المكتوبة، وصلاة الكسوف والخسوف، وغيرها، وهذا مذهب أهل السنة قاطبة، وشذ أهل الأهواء من رافضة وغيرهم بالعمل بالحساب.
جاء على لسان هيئة كبار العلماء بالسعودية: (أما ما يتعلق بإثبات الأهلة بالحساب فقد اجتمع أعضاء الهيئة على عدم اعتباره، وبالله التوفيق).
س14. إذا ثبت الهلال في بلد هل يلزم الصوم جميع الناس ولو اختلفت مطالع البلاد أم لا؟
ذهب أهل العلم في ذلك مذهبين:
ذهب جمهور أهل العلم، ومنهم أبو حنيفة، ومالك، وأحمد، إلى أن الهلال إذا ثبت في بلد لزم الصيام جميع المسلمين في كل بقاع الدنيا، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، والخطاب لعامة المسلمين.
وذهب الشافعي ومن وافقه إلى الأخذ باختلاف المطالع، فإذا رؤي الهلال في بلد لزمهم الصوم ومن جاورهم من المسلمين، عملاً بحديث كريب الذي خرجه مسلم في صحيحه، قال كريب: "قدمت الشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم عدت إلى المدينة في آخر الشهر، فسألني ابن عباس: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: ليلة الجمعة وصاموا؛ فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أونراه، هكذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال مؤلف كتاب "الزلال": اعلم يقيناً أن القول الصحيح الذي اتفق عليه المحققون من علماء الأثر وأهل النظر وعلماء السنة هو أن ينظر بين بلد الرؤية وغيرها، فإن كان بينهما ألفان ومائتان وستة وعشرون [2226] ً كيلاً فأقل صار الحكم واحداً في الصوم والفطر لاتحاد المطالع، وإن كان أكثر من ذلك فلا يصح، وصار لكل بلد حكمه لاختلاف مطالها، سواء كان البلد شرقاً، أوغرباً، أوشمالاً، أوجنوباً، تحت ولاية واحدة أم لا، في إقليم واحد أم لا؛ انتهى.
لم ترجِّح هيئة كبار العلماء في المملكة أحد الرأيين على الآخر، فقالت: يكون لكل بلد إسلامي حق اختيار ما يراه بواسطة علمائه من الرأيين.
قلت: هذه من المسائل الخلافية، فلا ينبغي لأحد أن يثرب على من خالفه، وإن كانت النفس تهوى المذهب الأول مذهب الجمهور، لما فيه من اجتماع المسلمين في صومهم وعيدهم.
قال النووي: (نقل ابن المنذر عن عكرمة، والقاسم، وسالم، وإسحاق بن راهويه: أنه لا يلزم غير أهل بلد الرؤية؛ وعن الليث، والشافعي، وأحمد: يلزم.
قال: ولا أعلمه إلا قول المدني والكوفي، يعني مالكاً وأبا حنيفة).3
س15. ما المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "شهرا عيد لا ينقصان: رمضان وذو الحجة"4؟
المراد والله أعلم قولان:
لا ينقص أجرهما والثواب المترتب عليهما، وإن نقص عددهما، وهذا هو الراجح.
وقيل لا ينقصان معاً غالباً من سنة واحدة.
س16. ما يقال عند رؤية هلال رمضان وغيره من الأهلة؟
اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال خير ورشد.
س17. ما يقال عند رؤية هلال رجب وشعبان؟
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.
س18. ما شروط وجوب الصوم؟
شروط وجوب الصوم في الحال ستة، هي:
الإسلام.
البلوغ.
العقل.
النقاء من الحيض والنفاس.
القدرة على الصيام.
الإقامة.
س19. ما شروط صحة الصوم؟
شروط صحة الصوم هي:
الإسلام.
الطهارة من الحيض والنفاس.
النية.
ثبوت هلال رمضان.
الإمساك عن كل مفطر.
معرفة طرفي النهار.
س20. ما يوم الشك؟ وهل يصح صومه؟
يوم الشك هو اليوم الثلاثين من شعبان.
ذهب العامة من أهل العلم إلى تحريم صوم يوم الشك من غير تفصيل، وفرَّق أحمد في المشهور عنه5 بين أن يكون السماء صحواً ليلة الثلاثين أوغير صحو، فإن كانت صحواً أمر بصيـامه، وهذا مذهب علي وابن عمر رضي الله عنهم من الصحابة.
استدل العامة بقوله صلى الله عليه وسلم: "فلا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له"، الحديث، فقد فسَّر العامة "اقدروا له"، بأكملوا شعبان ثلاثين يوماً، وفسَّرها ابن عمر وموافقوه بأن ضيقوا العدد، بأن يجعل شعبان تسعاً وعشرين يوماً، ومنه قوله تعالى: "ومن قُدِر عليه رزقه"6، أي ضيِّق عليه؛ وبما صح عن نافع أنه قال: كان عبد الله بن عمر إذا مضى من الشهر تسعة وعشرون يوماً يبعث من ينظر له الهلال، فإن رأى فذاك، وإن لم يره ولم يحل دون منظره سحاب ولا قتر أصبح مفطراً، وإن حال دون منظره سحاب أوقتر أصبح صائماً؛ وابن عمر راوي الحديث وقد فسَّر مراد الحديث بفعله.
واحتجوا كذلك بقول علي رضي الله عنه: "لأن أصوم يوماً من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوماً من رمضان".
الذي يترجح لدي من قولي العلماء السابقين: حرمة صيام يوم الشك، سواء كان الجو صحواً أوغيره، لصحة الأحاديث التي تنهى عن ذلك، والله أعلم.
نقلاً عن موقع الدين النصيحة الاسلامي ... نقل للفائدة ...اسالكم الدعاء