تحيـــــة طيبة وعطرة للجميـــــع وأهلاً وسهلاً بك
نبدأ على بركة الله
( الشرك )
تعريف الشرك : هو جعل شريك لله تعالى في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه أو صفاته.
بأن يصرف لغير الله شيء من أنواع العبادة : كالدعـــاء والذبح والنذر والخوف .
الشرك الأكبر أعظم الذنوب ويدل على ذلك أمور منها :
1-أن الشرك تنقص وعيب : فمن أشرك بالله فقد نسب لله ما نزه نفسه عنه.
2-أن الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الألوهية : فمن أشرك مع الله أحداً فقد شبهه به ,
وهذا أعظم الظلم قال تعالى ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )
3-أن الشرك أكبر الكبائر : قال صلى الله عليه وسلم " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر " ثلاثاً ,
قلنا : بلى يا رسول الله قال (الإشراك بالله وعقوق الوالدين)
4-أن الله سبحانه وتعالى لا يغفر الشرك لمن لم يتب منه:
قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )
5-أن الشرك يحبط جميع الأعمال , قال تعالى (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
6-أن الله حرم الجنة على المشرك وأنه خالد مخلد في نار جنهم ,
قال تعالى ( إِنَهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظّالِمِينَ مِنْ أَنَصارٍ )
7-أن الشرك سبب لقتاله أصحابه ومجاهدتهم ,
قال صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله
فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله )
أنــــواع الشرك نوعين هما :
أ ) النوع الأول " الشرك الأكبر " وهو : بأن يصرف العبد شيئاً من أنواع العبادة لغير الله ,
والاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات وتفريج الكربات كما يحصل
من بعض الناس عند قبور بعض الأوليـــاء و الصالحين
قال تعالى (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ )
حكمهـ : يخرج من الملة ويخلد صاحبهـ في النار إذا مات ولم يتب منه.
ب ) النوع الثاني " الشرك الأصغر " وهو : كل عمل قلبي أو قولي أو فعلي أطلق عليهـ وصف الشرك .
حكمهـ : لا يخرج من الملة لكنهـ ينقص التوحيــد وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر .
وينقسم الشرك الأصغر إلى قسميــــن :
1) شرك ظـــاهر : وهو ألفاظ وأفعال .
فالألفاظ : كالحلف بغير الله قال صلى الله عليهـ وسلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )
ومن الألفاظ الخاطئة قول : ما شاء الله وشئت , ولو الله وفلان.
والصحيح هو قول : ما شاء الله ثم فلان , ولولا الله ثم فلان , لأن " ثم " تقتضي الترتيب
مع التراخي , فتجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عزوجل .
قال تعالى ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )
والأفعال : فمثل لبس الخيط والحلقة لرفع البلاء أو دفعه ومثل تعليق التمائم خوفاً من العين ونحو ذلك
إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه فهذا " شرك أصغر " لأنه تعلق بغر الله .
2) شرك خفــــي : وهو الشرك في الإرادات والنيات كالريــــاء والسمعة ,
كأن يعمل عملاً مما يتقرب به إلى الله يريد به ثنــاء الناس عليــهـ , كأن يحسن صوته أو يتصدق لأجل أن يمدح ويثنى عليــه ,
والريــــاء إذا خالط العمل " أبطلهـ " قال تعالى ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْبِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )
وقال صلى الله عليــهـ وسلم : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا يا رسول الله : ومـــا
الشرك الأصغر ؟ قال : الريــــاء )
ومنهـ العمل لأجل الطمع الدنيوي , كمن يحج أو يؤذن أو يؤم الناس لأجل المــال ,
أو يتعلم العلم الشرعي أو يجاهد لأجل المــال ,
قال صلى الله عليــهـ وسلم : ( تعس عبد الدينــار , وعبد الدرهم , وعبد الخميصة, إن أعطــي رضي وإن لم يعط سخط )